سيسي اليوم هو سادات الامس .. بقلم نانسي كمال



كتبت نانسي كمال ..
كانت تشكيلات الفانتوم وألعابها تلفت نظر الحاضرين واهتمامهم،..كانت سيارة الإسلامبولي قد أصبحت أمام المنصة تماماً، وفي لحظات وقف القناص (حسين عباس)، وأطلق دفعة من الطلقات، استقرت في عنق السادات، بينما صرخ خالد الإسلامبولي بالسائق يأمره بالتوقف، ونزل مسرعاً من السيارة، وألقى قنبلة ثم عاد وأخذ رشاش السائق وطار مسرعاً إلى المنصة. كان السادات قد نهض واقفاً بعد إصابته في عنقه وهو يصرخ، بينما اختفى جميع الحضور أسفل كراسيهم.، وجّه الإسلامبولي دفعة طلقات جديدة إلى صدر السادات، .. سقط السادات على وجهه غارقا في دمائه، ..

لا أحد ينكر  الغموض حول  اغتيال السادات.. .ولا يخفي علي الجميع ان العلاقه بين 

ا لسادات ونائبه «مبارك» كانت متوتره حيث رصد السادات  زيارة مبارك إلي واشنطن، ولقاءاته المتكررة، مع قيادات بارزة في الاستخبارات الأمريكيةCIA. علي رأسهم ريتشارد ألن مستشار الأمن القومي الأمريكي. وحرص مبارك في تلك اللقاءات أن يبعث في أحاديثه ولقاءاته برسائل غير مطمئنة عن أوضاع الجيش.
ويعلم الجميع بما يسمي بالانقلاب الأبيض، الذي كان يدبر له «مبارك» للاستيلاء علي السلطة..
وأن أصابع مبارك والآخرين أدارت خيوط المؤامرة بكل تفاصيلها للتخلص من رأس النظام، باعتبار أن الإسلامبولي وعطا طايل وعبدالحميد عبدالسلام ووحيد عباس، منفذي الجريمة ليسوا سوي أدوات جري استخدامها بدقة.. بغرض إزاحة رأس النظام من المسرح السياسي ..  

حيث كان الواقع السياسي قبل اغتيال السادات  مرتبكا وغير محدد الملامح،فالبرغم من ان الجماعات الإسلامية حظيت بقدر كبير من حرية الحركة بتعليمات من السادات نفسه فاتسع نشاطها  بمباركة من السادات الذي كان يتطلع لدعم القيادات الدينية له..حيث اراد السادات في تلك الأثناء أن يبعث برسائل للولايات المتحدة الأمريكية مفادها أنه سيتجه الي تطبيق نظام الحكم الإسلامي علي غرار ايران، الأمر الذي تخشي منه واشنطن علي مصالحها، وبهذه الرسائل أراد السادات أن يضرب عصفورين بحجر واحد، تهديد مصالح أمريكا مما يجعلها تعيد حساباتها تجاه السادات، والثاني الحصول علي تأييد الجماعات التي أطلقها وأشرف علي رعايتها.ِ. الا انه

في سبتمبر 1981 أصدر السادات قرارات التحفظ الشهيرة التي شملت 1536 من كافة القيادات والرموز السياسية في مصر .. كما لا نستطيع ان نغفل معاهده كامب ديفيد التي وقعها السادات والتي كانت بمثابه وصمة العار التي لن تمحي ابدا .و التي كانت اول خطوات في خطة التطبيع الصهيوني .
كل هذا لا يترك داخلي مجال للشك ان ما يحدث الان في مصر ..  ماهو الا ان التاريخ يعيد نفسه كما يقولون .. فأصبح واضحا للجميع ان السيسي هو قائد الثوره المضاده و هو العدو الاول و الاكبر لثوره 25 يناير العظيمه .. رأينا جميعا ماذا فعل السيسي بمصر طوال هذه الفتره منذ ظهوره علي الساحه السياسيه و بالاخص منذ اللحظه التي قام بها بالانقلاب العسكري علي محمد مرسي اول رئيس مدني منتخب .. فلم يفعل السيسي سوي عداء الجميع سواء علي المستوي الطبقي للشعب المصري او علي الصعيد السياسي حيث اعلن الحرب علي كل الايدلوجيات الموجوده علي الساحه السياسيه سواء كانت من التيارات المدنيه او الاسلاميه بعد ان كان يعانق التيار الاسلامي اثناء حكم محمد مرسي بغرض طمئنته واللعب علي طمع قيادات الاخوان المسلمين ليتمكن هو من الانقلاب  .. فاذا تطرقنا للحديث عن المستوي المعيشي و الطبقي للشعب المصري نجد ان نسبه الفقر ذادت بنسبه مهوله لايصدقها عقل او احصائيات او دراسات فكيف له فعل كل هذا؟؟  لقد قضي تماما علي الطبقه الوسطي والتي كانت الطبقه الاكثر نسبه في الشعب المصري كما انه لم يترك طبقه الاغنياء و رجال الاعمال بل قام بما لا يتحمله احد من هولاء .. حيث اصبحت الاتاوه النقديه واجبه علي كل رجال الاعمال حيث يجبرهم بتحمل نفقات كل ما يلزمه سواء لدعايه له او انتخابات كما ان وصل الامر به بمشاركتهم اجباريا في مشاريعهم حيث نجد ان المؤسسه العسكريه اصبحت شريكا في كل المشاريع الاقتصاديه و لم يكتفي بهذا بل سمح للمؤسسه العسكريه بالسيطره علي الاراضي و المصانع بل وصل الامر انه قام بغلق بعض المشاريع الناجحه ليطرح هو مؤسسته العسكريه مشروع خاص بهم .. اصبح الجيش في مصر علي ايدي السيسي هو عباره عن رجال اعمال محتكرين السوق في صورة لواءات .. اي جيشا هذا؟؟

و لا يغفل عنا دوره في تهجير اهالي سيناء واعتقالهم بل وقتلهم ايضا و ادخال حدود مصر في حرب وهميه ضد الارهاب لا يدفع ثمنها الا صغار الظباط و المجندين .. لمصلحة من كل هذا و هل من يحمون السيسي سيحمونه وقت الانتقام  ؟؟؟ بل سيقومون ببيعه اذا رأوا ان مصالحهم ستنهار ..

كل هذا لم يترك امامي الا سيناريو واحد و هو سيناريو السادات الذي انتهي بالتخلص منه .. فمن يعادي الجميع يدفع دمه ثمنا لخيانه الوطن ..


Comments